روائع مختارة | قطوف إيمانية | نور من السنة | الشهادتان سبب لدخول الجنة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > نور من السنة > الشهادتان سبب لدخول الجنة


  الشهادتان سبب لدخول الجنة
     عدد مرات المشاهدة: 2003        عدد مرات الإرسال: 0

عن أبي هريرة، أو أبي سعيد الخدري رضي الله عنهما -شك الراوي- قال: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ وَأنّي رَسُولُ الله، لا يَلْقَى الله بِهِما عَبْدٌ غَيْرَ شَاكٍّ فَيُحْجَبَ عَنِ الجَنَّةِ» رواه مسلم.

قوله صلى الله عليه وسلم: «غير شاك» يبين أنه لابد لمن أتى بها أن يوقن بقلبه، ويعتقد صحة ما يقوله من أحقية إلهية الله تعالى، وبطلان إلهية من عداه، وأنه لا يجوز أن يصرف لغيره شيئاً من أنواع التأله والتعبد، فإن شك في شهادته، أو توقف في بطلان عبادة غير الله، كأن يقول: أجزم بألوهية الله، ولكنني متردد ببطلان إلهية غيره، بطلت شهادته ولم تنفعه.

وقد مدح الله المؤمنين بقوله: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا} [الحجرات:15]، وذم المنافقين بقوله: {إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ} [التوبة:45].

كما أن الإيمان بالشهادتين يقتضي القبول، والقبول يعني: أن يقبل كل ما إقتضته هذه الكلمة بقلبه ولسانه، فيصدق بالأخبار، ويؤمن بكل ما جاء عن الله، وعن رسوله صلى الله عليه وسلم، ويقبل ذلك كله، ولا يرد منه شيئاً، ولا يجني على النصوص بالتأويل الفاسد والتحريف الذي نهى الله عنه.

وضد القبول: الرد، فإن هناك من يعلم معنى الشهادة ويوقن بمدلولها، ولكنه يردها كبراً وحسداً، وهذه حال علماء اليهود والنصارى، وكذلك كان المشركون يعرفون معنى لا إله إلا الله، وصِدْقَ رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، ولكنهم يستكبرون عن قبوله، كما قال تعالى عنهم: {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ} [الصافات:35]

ويدخل في الرد وعدم القبول من يعترض على بعض الأحكام الشرعية، أو الحدود، أو يردها، كالذين يعترضون على حد السرقة، أو الزنا، أو على تعدد الزوجات، أو المواريث، وما إلى ذلك، فهذا كله داخل في الرد وعدم القبول، لأن الله يقول: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا}[الأحزاب:36]، ويدخل في الرد أيضا من يعطل أسماء الله وصفاته، أو يمثلها بصفات المخلوقين.

ومن مستلزمات كلمة التوحيد أيضاً: الإنقياد المنافي للترك، وذلك بأن ينقاد لما دلت عليه كلمة الإخلاص، ولعل الفرق بين الإنقياد والقبول: أن القبول إظهار صحة معنى ذلك بالقول، أما الإنقياد فهو الإتباع بالأفعال، ويلزم منهما جميعاً الإتباع، فالإنقياد هو الإستسلام والإذعان وعدم التعقب لشيء من أحكام الله، قال تعالى: {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ} [الزمر:54]، وقال تعالى مثنياً على إبراهيم عليه السلام: {إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [البقرة:131] -انظر: الدين النصيحة، الجزء الرابع، ص 256، بتصرف.

نسأل الله عز وجل أن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العلمين.

المصدر: موقع دعوة الأنبياء.